Skip to content Skip to footer

مدير عام شركة بوابة الأردن، طارق عبد الرحمن: إنجاز 82% من مشروع “أبراج السادس”، ويشمل البرج السكني، المركز التجاري، والمرافق العامة للمشروع.

عبد الرحمن: برجان بارتفاع 42 طابقاً لكل منهما إضافة إلى مول تجاري ومرافق متعددة الاستخدامات تمتد على مساحة واسعة تبلغ 28.5 دونماً

عبدالرحمن: تخصيص خمسة طوابق تحت الأرض لمواقف تتسع لأكثر من 1700 مركبة

عبدالرحمن: المشروع يتضمن 215 وحدة سكنية بمساحات متنوعة

عبدالرحمن: الأسعار تبدأ من 1600 دينار للمتر المربع في طرح أولي شمل 24 شقة

عبدالرحمن: المشروع “صفر مديونية” وتمويله كاملا متوفر ولا يوجد أي التزامات مادية متأخرة

عبدالرحمن: شبكة صرف صحي مستقلة خاصة بكلفة تجاوزت خمسة ملايين دينار

عبدالرحمن: الشقق زُودت بأنظمة تحكم وأتمتة ذكية (Smart Homes) تتيح للسكان إدارة خدماتهم عبر تطبيقات الهواتف المحمولة

أكد المدير العام لشركة بوابة الأردن طارق عبد الرحمن، ان مشروع “أبراج السادس” ليس مجرد استئناف للأعمال في مشروع عمراني عادي، بل هو تحدٍ التزمت به الشركة أمام المجتمع المحلي والحكومة والمستثمرين، وتحول إلى قصة إصرار على الإنجاز بعد توقف تجاوز عشر سنوات.

واستهل عبد الرحمن حديثه- في حلقة برنامج “نيران صديقة” الذي يقدمه الإعلامي الدكتور هاني البدري- بالإشارة إلى أنّ المشروع كان بالنسبة للبعض عنواناً للمخاوف والشكوك، غير أنّه بالنسبة له ولفريقه كان تحدياً حقيقياً، التزموا بخوضه حتى النهاية، رغم ما حملته السنوات السابقة من ظروف إدارية، بالإضافة إلى التحديات الإقليمية وتقلّبات بيئة الاستثمار، التي ساهمت ب بتعطيل المشروع لفترة طويلة.

وشدّد على أن الشركة تمكنت من إعادة صياغة خططها والانطلاق بوتيرة جديدة، أكثر وضوحاً وثباتاً، بعد تجاوز العقبات القانونية والتنظيمية، وبالتعاون مع الحكومة الأردنية ممثلةً بأمانة عمّان الكبرى، التي أصبحت شريكاً أساسياً في المشروع بنسبة 31%، وهو ما منح المشروع دفعة قوية وزاد من الثقة بجدية استكماله.

المشروع، كما يشرحه عبد الرحمن، يتكون من برجين بارتفاع 42 طابقاً لكل منهما، إضافة إلى مول تجاري ، ومرافق متعددة الاستخدامات تمتد على مساحة واسعة تبلغ 28.5 دونماً، لافتا الى ان الشركة حرصت في التصميم الجديد على أن يكون المشروع متكامل الخدمات، ليس فقط في ما يتعلق بالمساحات السكنية أو التجارية، وإنما أيضاً في البنية التحتية، خصوصاً مواقف السيارات التي تشكل هاجساً في أي مشروع عمراني كبير.

وكشف انه تم تخصيص خمسة طوابق تحت الأرض لمواقف تتسع لأكثر من 1700 مركبة، بالإضافة إلى المواقف الخارجية بحيث يُخصص جزء كبير منها للسكان، بما يخفف الضغط المروري المتوقع على المنطقة المحيطة، ويوفر حلولاً عملية لواحدة من أبرز التحديات التي كانت تثير مخاوف السكان والمجاورين.

أوضح عبد الرحمن أن المرحلة الأولى من العمل، والتي انطلقت في الربع الأخير من عام 2022، ركزت على إعادة تأهيل الواجهات الزجاجية وصيانتها، واستبدال الألواح المكسورة، إلى جانب استكمال أعمال الهيكل المعدني أعلى الأبراج، لتظهر الأبراج بشكل مكتمل وواضح من الخارج. ثم جاءت المرحلة الثانية، التي شملت أعمال التشطيبات الداخلية والأنظمة الكهربائية والميكانيكية للبرج السكني والمول التجاري، إضافة إلى المرافق الخارجية كالمواقف، والحدائق، والمساحات الخضراء.

وبيّن أن التصميم الداخلي أعيد صياغته بالكامل ليواكب المعايير الدولية ومتطلبات الدفاع المدني والأنظمة الحديثة، إذ لم يتم الاكتفاء بما كان قائماً قبل التوقف، بل جرى تغيير جذري للأنظمة والتقنيات لتتماشى مع التطورات الجديدة في عالم البناء والتشييد.

وفيما يتعلق بالبرج السكني، كشف عبد الرحمن أنّ المشروع يتضمن 215 وحدة سكنية بمساحات متنوعة، تبدأ من شقة بغرفة نوم واحدة وتصل إلى أربع غرف نوم، موزعة على الطوابق بشكل مدروس، مع مراعاة وجود مصاعد كافية لتفادي أي ضغط. وأشار إلى أن هذا التنوع في المساحات جاء ليراعي تنوّع الطلب واحتياجات مختلف الفئات من السكان.

وأوضح أنّ البرج السكني يضم 14 مصعداً، منها تسعة مخصصة لخدمة السكان، إلى جانب مصاعد للخدمات ومصعد خاص للحريق.

وأضاف أنّ التصميم راعى تقديم تجربة سكنية مريحة ومتكاملة، مع مساحات واسعة ومرافق متنوعة، لتكون الشقق خياراً مثالياً للسكان والمستثمرين على حد سواء.

وحول الأسعار، أكد عبد الرحمن أنّ الشركة وضعت تسعيراً واقعياً بعيداً عن المبالغة، مراعيةً الظروف الحالية في سوق العقار الأردني، حيث جاءت الأسعار وفقاً لدراسة دقيقة للتكلفة، وبما يحقق التوازن بين الجودة والسعر. وتبدأ الأسعار من 1600 دينار للمتر المربع، في طرح أولي شمل 24 شقة، حيث لاقى هذا الطرح إقبالاً كبيراً من الأردنيين وكذلك من المغتربين، إضافة إلى مستثمرين عرب وأجانب، ما شكّل مؤشراً إيجابياً على الثقة بالمشروع وجدواه الاقتصادية.

أما عن الشائعات التي طالت المشروع خلال السنوات الماضية، فأوضح عبد الرحمن أنّها لم تكن سوى حافز إضافي للمضي قدماً، مؤكداً أنّ التوقف لم يكن نتيجة إفلاس أو عجز مالي كما كان يُشاع، بل نتيجة تحديات إدارية وأثر مباشر للأزمة المالية العالمية عام 2009، التي انعكست على العديد من المشاريع الاستثمارية في المنطقة.

وأضاف أنّ المشروع لم يتوقف 20 عاماً كما يُتداول، بل توقف فعلياً منذ عام 2012 وحتى 2022، أي عشر سنوات، قبل أن يعاد إطلاقه بخطة جديدة وميزانية واضحة وخالية من أي ديون أو التزامات مالية.

وفي السياق ذاته، شدد عبد الرحمن على أنّ التمويل للمشروع مستقر وذاتي، مع مساهمة شركاء إقليميين من الكويت، إضافة إلى أمانة عمان، كما أشار إلى أنّ رأس المال المدفوع للشركة يبلغ 163 مليون دينار، وهو ما وفر قاعدة قوية لإعادة الانطلاق من دون الحاجة للاقتراض أو الدخول في التزامات مالية مرهقة.

وحول البعد الحضري والمعماري للمشروع، أوضح عبد الرحمن أنّ أبراج السادس ليست مجرد مبانٍ سكنية أو تجارية، بل هي مشروع يطمح لأن يكون أيقونة جديدة لعمان، تمثل مدينة عمودية متكاملة الخدمات، تضم مرافق سكنية وتجارية ومساحات خضراء، وتتيح لسكانها وزوارها تجربة مختلفة عن المألوف.

وأضاف أنّ التصميم الذي وضعه المعماري الراحل جعفر طوقان، حمل في جوهره رمزية البوابة، ليكون المشروع فعلاً بوابة للأردن من جهة مطار الملكة علياء الدولي باتجاه العاصمة، للقادمين إلى عمان وهو ما يعزز هويته كمعلم عمراني بارز.

وقال ان المشروع يتضمن أيضاً مولاً تجارياً بمساحة إجمالية 14000 متر مربع، يضم نحو 72 محلاً تجارياً، ستُتاح أمامها الفرصة لاستقطاب علامات تجارية عالمية، إلى جانب خدمات أخرى مثل البنوك والصيدليات والمقاهي والمطاعم.

وأكد عبد الرحمن أنّ الشركة تلقت بالفعل عروضاً من علامات مرموقة، وأن الإقبال على الحجز والتفاوض يعكس ثقة السوق بالمول الجديد، الذي لن يكون مجرد وجهة للتسوق بل مساحة تخدم المجتمع المحيط أيضاً.

وفيما يتعلق بالبنية التحتية، أوضح عبد الرحمن أنّ الشركة أنجزت بالتعاون مع سلطة المياه وشركة مياهنا مشروعاً حيوياً لشبكة صرف صحي مستقلة خاصة بالمشروع، بكلفة تجاوزت خمسة ملايين دينار، لضمان عدم الضغط على الشبكة المحلية في المنطقة.

كما أشار إلى أنّ الدراسة المرورية الشاملة، التي أُجريت  من شركة متخصصة و بالتعاون مع أمانة عمّان، أسفرت عن حلول عملية لتفادي الازدحامات المرورية، شملت تخصيص طرق خدمة للمركز التجاري، وتنفيذ توسعات استراتيجية في الشوارع المحيطة، مستغلةً جزءاً من أرض المشروع لتعزيز السلاسة المرورية وتيسير حركة المرور.

وعن الجدول الزمني للتسليم، أكد عبد الرحمن أنّ البرج السكني والمول من المقرر إنجازهما وتسليمهما خلال عام 2026، فيما يُدرس مستقبل البرج الجنوبي الذي قد يتحول إلى فندق أو مبنى متعدد الاستعمالات، وفقاً لدراسات الجدوى التي ستُستكمل مع نهاية العام الحالي.

ولفت عبد الرحمن إلى أنّ المشروع اسهم في خلق فرص عمل مباشرة وغير مباشرة، حيث يعمل فيه حالياً أكثر من 500 عامل وفني  ضمن كوادر المقاول، إضافة إلى المهندسين والموردين والشركات الأردنية المتعاقدة، بدءاً من شركات الهندسة والإشراف، وصولاً إلى شركات الصيانة والمقاولات المتخصصة بالكهروميكانيك، فضلاً عن عقود توريد مع شركات عالمية مثل “هيتاشي” للمصاعد و”سامسونغ” لأنظمة التكييف، ولكن عبر وكلاء أردنيين، وهو ما يعكس قيمة مضافة للاقتصاد الوطني عبر دعم الشركات المحلية وتوفير فرص عمل جديدة.

وأشار عبد الرحمن إلى أنّ المشروع يتبنى أحدث تقنيات البناء والتكنولوجيا الذكية، إذ تم التعاقد مع شركة زين الأردن لتوفير بنية تحتية رقمية متكاملة للاتصالات والإنترنت والبيانات، كما زُودت الشقق بأنظمة تحكم ذكية (Smart Homes) تتيح للسكان إدارة خدماتهم عبر تطبيقات الهواتف المحمولة، من التكييف إلى الإضاءة، إضافة إلى ذلك، تم استبدال أنظمة التكييف القديمة بأخرى حديثة مستقلة لكل شقة، لتكون أكثر كفاءة وأقل استهلاكاً للطاقة.

ولم يُخف عبد الرحمن أن المشروع واجه تحديات إضافية تتعلق بالعمالة، إذ أن المقاول الأردني الذي يقود التنفيذ يجد صعوبة في استقطاب عمالة محلية ماهرة، ما اضطره للاعتماد على عمالة عربية في بعض التخصصات.

وأكد أنّ الشركة حاولت إشراك شباب أردنيين في المشروع، إلا أنّ ضعف الإقبال والميل إلى الابتعاد عن بعض المهن الإنشائية جعل المهمة أكثر صعوبة.

وفي رده على سؤال حول القيمة الاقتصادية الأوسع للمشروع، أكد عبد الرحمن أنّ أبراج السادس ليست فقط استثماراً عقارياً، بل مشروع يحمل بعداً اقتصادياً وطنياً، إذ يعيد الثقة بالاستثمار في الأردن بعد سنوات من الشكوك التي رافقت توقفه، كما يسهم في تحريك قطاعات الإنشاءات والتوريد والخدمات، ويوفر دخلاً ضريبياً وفرص عمل مباشرة وغير مباشرة، إضافة إلى جذب اهتمام المستثمرين العرب والأجانب.

واستذكر عبد الرحمن اللحظة التي أضيء فيها المشروع خلال احتفالات اليوبيل الفضي لجلالة الملك، معتبراً أنّها كانت لحظة فخر وضغط في آن واحد، إذ شعر بأن المشروع أصبح تحت أنظار الدولة والمجتمع، وأن المسؤولية مضاعفة لإنجازه في الوقت المحدد وبالمستوى المطلوب.

وختم حديثه بالتأكيد على أنّ المشروع اليوم يسير بخطة مدروسة وواضحة، بنسبة إنجاز تجاوزت 82% للبرج السكني والمرافق المحيطة، وأن المستقبل القريب سيشهد اكتمال هذه الأيقونة العمرانية التي ستعيد رسم صورة عمان كمدينة حديثة تجمع بين التراث والحداثة، وتقدم نموذجاً جديداً للتنمية الحضرية في الأردن.